قبلة ساخنة
كفيلة بنقل عدوى السرطان
كشفت أحدث الدراسات العلمية البريطانية أن الحياة الزوجية ليست مجرد اشتراك في
المشاعر والماديات، ولكنها قسمة مشتركة من المادة والمرض؛ حيث أكد الباحثون أنه
إذا كان أحد الزوجين يعاني من الربو أو الاكتئاب أو قرحة المعدة أو ارتفاع ضغط
الدم فلا شك أن الطرف الآخر سيتقاسم هذه الأمراض معه بنسبة 70%.
و بالرغم من اختلاف العلماء حول الأسباب التي تؤدي إلى انتقال هذه الأمراض، إلا
أنهم اتفقوا على أن البيئة هي أحد الأسباب الرئيسية لاشتراك الزوجين في نفس
الأمراض، فهم يأكلون غالبًا من نفس أنواع الطعام، ويتعرضون لنفس المواد المسببة
للحساسية، ويشتركون أحيانًا في نفس أنماط الممارسات الزوجية الساخنة التي تساهم
كل منها في الإصابة بالأمراض مثل الحساسية وارتفاع ضغط الدم وزيادة معدل
الكوليسترول.
العلماء من جانبهم دللوا على صحة تفسيرهم بالتجربة العملية التي أجريت على
مجموعة من الأزواج يفضلون تناول الوجبات السريعة بشكل دائم، و مجموعة أخرى
يدخنون ولا يمارسون الرياضة، وتبين أن أزواج المجموعة الأولى اشتركوا في أمراض
ارتفاع ضغط الدم، ونسبة الكوليسترول، وتصلب الشرايين، بينما اشترك أزواج
المجموعة الثانية في نفس الأمراض، وهو ما يؤكد أن السلوكيات الحياتية أو
الغذائية تعد أحد المسببات الرئيسية لاشتراك الأزواج في نفس الأمراض.
القبلة الساخنة
وإذا كانت البيئة سببًا من أسباب انتقال الأمراض بين الأزواج، فهناك أمراض أخرى
يشترك فيها الزوجان بسبب القبلات، وهذا ما أكدته الدراسة الأمريكية التي قام
بها باحثوا جامعة ميسوري بولاية تكساس.
ومن بين هذه الأمراض الفيروسات التي تؤدي إلى الإصابة بالسرطان، فإذا كان أحد
الزوجين مصابًا بالسرطان فسوف ينقلها إلى الطرف الآخر مع القبلات. وتزداد
الأمراض المنقولة خطورة مع القبلة- كما يقول الدكتور" أحمد عبداللطيف " أستاذ
الكبد والجهاز الهضمي بالقاهرة - إذ إنها تتسبب في انتقال عدوى الفيروس الكبدي
الوبائي سي الذي ينتقل من خلال الأسباب المتعارف عليها كالدم الملوث، إلا أن
هناك أسبابًا أخرى يجهلها الكثيرون وتسمى طرق الانتقال الأفقي ومنها القبلة
الساخنة، فقد يكون أحد الزوجين مصابًا بفيروس سي ويعاني من التهابات وتهتك
باللثة أو نزيف غير مرئي ومن ثم ينتقل إلى الطرف السليم.
اغترب الزوج
وعلى جانب آخر يشير الدكتور " صبحي أبو اللوز" - أستاذ أمراض النساء والتوليد -
إلى أن هناك قائمة طويلة من الأمراض التي تنتقل بين الأزواج من خلال العلاقة
الجنسية، وإذا كان أحدهما مصابًا بمرض من الأمراض فسينقلها إلى الطرف الآخر. و
يزداد الأمر سوءًا وخطورة نتيجة لاغتراب الزوج، والذي قد يلجأ إلى إقامة علاقات
جنسية خارج إطار العلاقة الزوجية فتنتقل الأمراض إلى الطرف الآخر، وبسبب هذه
الظاهرة الغريبة على مجتمعاتنا ظهرت العديد من الأمراض التي لم تكن معروفة أو
منتشرة من قبل، ومن هذه الأمراض مرض السيلان، والزهري، والطحلوبية وأمرض أخرى
عديدة لا يتسع المجال لذكرها.
و يضيف الدكتور " أبو اللوز " أن هناك أمراضًا أخرى تنتشر عن طريق المداعبات
غير التقليدية بين الزوجين، كالتهابات الحنجرة ، إذ إن هناك بعض الأمراض تسكن
الفم والحنجرة واللسان، ونتيجة هذه المداعبات تنتقل إلى الشريك الآخر لتجد في
الأعضاء التناسلية موطنًا لها، وما أن يصاب طرف واحد في العلاقة الزوجية بأحد
الأمراض التناسلية حتى ينتقل فورًا إلى الطرف الآخر لتظهر في شكل التهابات في
مجرى البول وقد تصل إلى حد العقم. ولذلك ينصح الدكتور أبو اللوز بإجراء فحص
دوري للزوجين فإذا ما ثبت إصابة أحدهما بمرض الآخر يجب علاجه قبل أن يتمادى
ويتضاعف وكذلك منع حدوث حمل خشية انتقاله إلى الجنين.
عدوى الاكتئاب
ولكن إذا كان من الطبيعي انتقال الأمراض العضوية بين الأزواج سواء بالقبلات أو
من خلال العلاقة الجنسية ، فكيف تنتقل الأمراض النفسية بين الأزواج؟
يجيب الدكتور " طارق الأسعد " - أستاذ الطب النفسي - مؤكدًا أن الزوجين
يتشاركان في الحب والمرض والألم والحزن ومن ثم فإن الحالة النفسية تؤثر إما
بالسلب أو بالإيجاب على الحالة النفسية للطرف الآخر.
فحينما يرى أحدهما الآخر حزينًا ومكتئبًا لأي سبب من الأسباب ينتقل الشعور
تلقائيًّا إلى الطرف الآخر بسبب ضعف الموصلات العصبية في المخ واالمسئولة عن
الشعور بالسعادة.
ومن جانب آخر - كما يوضح الدكتور طارق الأسعد - يزداد إفراز هرمون " الدوبامين
" المسئول عن سوء الحالة النفسية والمزاجية للإنسان، ومن ثم يصبح الطريق متاحًا
لانتقال الأمراض النفسية بين الزوجين.
ويستكمل مشيرًا إلى أن الأمر لا يتوقف عند الأمراض النفسية وحدها، لكن خطورته
تمتد لأبعد من ذلك متمثلة في الأمراض النفسجسمية أو التي تبدأ بالنفس وتنتهي
بعلة الجسد مثل القولون العصبي وقرحة المعدة وبشكل عام ووفقًا لأحدث دراسات
مركز الدراسات الصحية للأسرة في أمريكا فإن الزواج يسبب المتاعب للرجل الأكثر
تأثرًا .
الصفحة الرئيسية
|